التغُلب على الخوف

التغُلب على الخوف

يلجأ الآباء والأمهات والمربون إلى كثير من الوسائل لتخليص الأطفال من مخاوفهم المختلفة كالخوف من الظلام، أو الكلاب والقطط والحيوانات الأخرى المختلفة.

وسنحاول فيما يلي أن نشير باختصار إلى هذه الوسائل المختلفة، وإلى مدى فائدتها في تعليم الأطفال الإقلاع عن الخوف.

إبعاد الشيء المخيف:

يلجأ كثير من الآباء والأمهات إلى وقاية الطفل من الخوف بإبعاد الشيء الذي يخفيه عنه.
فإذا كان الطفل يخاف القطة، مثلا، فهم يحاولون دائما أن يحولوا دون رؤيته للقطط.
وقد يعتقد الآباء والأمهات أنهم بذلك يقضون على خوف الطفل، أو أنهم بذلك يساعدون الطفل على نسيان الخوف من القطط.
وقد أثبتت التجربة أن هذه الطريقة لا تفيد أبداً في تخليص الأطفال من الخوف، فقد تمضي مدة طويلة لا يرى الطفل فيها القطط التي تخيفه.
ولكنه إذا رأى قطة بعد ذلك في أية مناسبة من المناسبات فلا يلبث أن يخافها كما كان يخفاها من قبل.
فإبعاد الشيء المخيف عن الطفل لا يجعل الطفل ينسى الخوف أو يقلع عنه.

كثرة التعرض للشيء المخيف:

وقد يظن الناس أنهم يستطيعون تعليم الطفل الإقلاع عن الخوف إذا ما اكثرو من تعريض الطفل للشيء الذي يخيفه. فهم يعمدون، مثلا، إلى تقريب القطة من الطفل باستمرار على أمل أن يعتاد الطفل عليها ويطمئن إليها ويقلع عن الخوف منها. وقد أثبتت التجربة أيضاً أن هذه الطريقة قد تفيد في بعض الأحيان، ولكنها قد تضر في أحيان أخرى، فيصبح الطفل أكثر خوفاً من قبل وأشد فزعاً.

وقد يحدث ضرر آخر من هذه الطريقة أيضاً، إذ من المكن أن ينتشر الخوف ويرتبط بكثير من الأشياء الأخرى المحيطة بالطفل أثناء تقريب القطة منه. فقد يرتبط الخوف مثلا، بالأشخاص الذين يقربون القطة من الطفل، وبذلك تزداد مخاوف الطفل، وتتعدد الأشياء التي تخيفه.

للمزيد أقرأ

علم النفس والحياة للدكتور محمد عثمان نجاتي

دار القلم الكويت

Comments are closed.