قال الله تعالى: فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين (94) إنا كفيناك المستهزئين (95). سورة الحجر
وكان المستهزؤون خمسة:
الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن المطلب والأسود عبد يغوث والحارث بن طلاطلة والبعض أضافوا الحارث بن قیس.
فمر الوليد بن المغيرة برسول الله صلى الله عليه واله ومعه جبرئیل.
فقال جبرئیل: يا محمد هذا الوليد بن المغيرة وهو من المستهزئين بك ، قال : نعم.
وقد كان مر برجل من خزاعة على باب المسجد وهو يريش نبلاً له فوطئ على بعضها.
فأصاب أسفل عقبه قطعة من ذلك فدمیت ومنعه التكبر من اخراجه.
فلما مر بجبرئيل أشار إلى ذلك الموضع الذي أشار اليه جبرئيل أسفل عقبه فسال منه الدم حتى صار إلى فراش ابنته.
فانتبهت ابنته وقالت للجارية : انحل وكاء القربة.
قال الوليد : ما هذا وكاء القربة ولكنه دم ابيك ، فاجمعى لي ولدي فوصى لهم وذهب الى الجحيم وبئس المصير.
ومر العاص بن وائل فأشار الى رجله فدخل عود في أخمص قدمه وخرجت من ظاهره ومات، وفي رواية أخرى: دخل في رجله شوك فأخذ يحكه حتى مات.
ومر الأسود بن المطلب فأشار جبرئيل الى بصره، فعمي، وكان ينطح رأسه بالحائط حتى مات، وفي رواية أخرى: أشار الى بطنه، فكان يشرب الماء حتى انشق بطنه ومات.
اما الأسود بن عبد يغوث فان النبي صلى الله عليه وآله دعا عليه بأن يعمي الله بصيره وأن يثكله ولده.
فلما كان في ذلك اليوم جاء حتى صار الى كذا فأتاه جبرئیل بورقة خضراء فضرب بها وجهه، فعمی وبقي حتى أثكله الله عز وجل في ولده يوم بدر ثم مات.
ومر الحارث بن طلاطلة فأشار جبرئيل الى رأسه فخرج منه القيح حتى مات.
وقيل: لدغته حية فمات، وقيل : أصابته السمائم فتحول حبشياً فرجع الى اهله فانكروه وأخذوا يضربونه حتى قتل.
وأما الحارث بن قیس فائه أكل حوت مالحا فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه.