أربع حرائر
روي عن أبن الكلبي أنه قال: قال الحجاج يوما وعنده أصحابه:
أما إنه لا يجتمع لرجل لذة حتى يجتمع أربع حرائر في منزله يتزوجهن، فسمع ذلك شاعر من أصحابه يقال له “الضحاك” فعمد إلى كل ما يملك فباعه وتزوج أربع نسوة، فلم توافقه واحدة منهن.
فأقبل إلى الحجاج فقال :سمعتك –أصلحك الله– تقول: لا تجتمع لرجل لذة حتى يتزوج أربع حرائر، فعمدت إلي قليلي وكثيري فبعته وتزوجت أربعاً فلم توافقني واحدة منهن؟
أما واحدة منهن فلا تعرف الله ولا تصلى و لا تصوم ، والثانية حمقاء لا تتمالك، والثالثة مذكرة متبرجة، والرابعة ورهاء –خرقاء– لا تعرف ضرها من نفعها، وقد قلت فيهن شعراً.
قال: هات ما قلت لله أبوك
فقال:
تـزوجت أبغي قـرة الـعين أربعــا فيــــا ليتني والله لــم أتـزوج
ويا ليتني أعمى أصم ولم أكن تزوجت بل يا ليتني كنت مخدج
فواحــدة لا تعرف الله ربهــا ولم تدر ما التقوى ولا ما التحرج
وثــانية حمقــاء تــزني مــخافة تــواثب مـن مرت به لا تٌعرج
وثـــالثـــة ما إن تــوارى بثوبهـــا مــذكــرة مــشهورة بالتبرج
ورابـعة ورهــاء في كــل أمرها مفركة هوجاء من نسل أهـوج
فهن طــلاق كــلهن بوائن ثلاثــــــاً بتاتــــاً فـاشهدوا ألا أُلجــلج
فضحك “الحجاج” وقال: ويلك كم مهرتهن؟ فقال: أربعة آلاف أيها الأمير، فأمر له باثني عشر ألف درهم